لم تكن حوارات الاستقلال والكتلة أو القائمة بجديدة علينا نحن شباب البحرين فهي دائما ً تتجدد مع كل انتخابات جديدة لمجلس طلبة جامعة البحرين بين مسقط لهذا وذاك بدواعي انتمائه لقائمة اياً تكن انتمائاتها العقائدية والأيدلوجية، وها هي تتجدد اليوم نفس الصراعات بين المستقلين والمنتمين للكتل المختلفة في الانتخابات النيابية والبلدية في البحرين وان كانت بشكل اخف.
هي نفسها الأعذار والانتقادات التي يثيرونها اتباع الإستقلال في الانتخابات الجامعية ونفسها ايضا ً في الانتخابات الوطنية عدا مصطلح التسييس الذي ربما من الغباء ان يثور هذا المصطلح في انتخابات طابعها العام سياسي بامتياز.
وهي نفسها الردود التي تردها القوائم في انتخابات جامعة البحرين ونفسها التي يردونها أتباع الكتل على المستقلين في الانتخابات النيابية والبلدية.
لم يعد لصوت الفرد اي قيمة مع تجاذبات التيارات المختلفة ويباس عقل الحكومة عن التطوير سواء داخل الجامعة متمثلة في إدارتها او في الحياة العامة، تلك حقيقة لابد ان يدركها المستقلون الذين دائما ً ما يتفاخرون باستقلاليتهم المفرطة رغم انها ليست محل تفاخر طالما تلك الاستقلالية لا تأتي بنتاج على المستوى العملي أكثر من ما ستنتجه الكتلة.
ترى هل من الانصاف ان نقارن بين كتلة تملك ما تملك من خطط استراتيجية ورؤى شاملة لكل الوطن دون استثناء وبين مستقل حدود نظره لا يتجاوز الدائرة التي يمثلها ؟
هل من الإنصاف ان نقارن بين كتلة تشكل وزنا ً حين دخولها اي عملية تصويت على قرار وبين صوت فرد لا يشكل بين عموم المجلس سوى صوت واحد؟
هل من الإنصاف ان نقارن بين كتلة منظمة تنظيما ً دقيقا ً تتحدث في كل ملفات الوطن وبين فرد ٍ ان اراد التحرك فانه لن يستطيع التحرك الا في ملفات معدودة لا تتعدى طاقة انسان واحد ؟
وهل من الإنصاف ان نقارن بين كتلة يستطيع الشعب ان يحاسبها على أخطائها من خلال ما يكونه الرأي العام وما للشعب من حق في انتخابها للمرة الثانية وبين مستقل لا يشكل اي رقم في المنظومة الإعلامية ليثير راي عام ولا يهتم ان يرشح نفسه مرة ثانية بعكس التيارات والكتل التي تهمها الاستمرارية؟
ليس من حقي ان امنع احد من ان يترشح طالما حق الترشح مضمون له بالقانون ولكن كما يقول رسول الله (ص) "المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف " ولطالما كان في اجتماع المؤمنين في تنظيم يسمى "كتلة" أو "قائمة" يشكل قوة، أو ليس من العقل ان نختار الاتحاد على الاستقلال ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق