الثلاثاء، ١٢ أكتوبر ٢٠١٠

لو لم يكن الا هذا .. لكفى

"ماذا حققت لنا المشاركة؟".

اشبع نواب الوفاق والوفاقيون هذا السؤال اجابتا ً، سردوا خلالها ما قدمته المشاركة من انجازات سواء على مستوى دفع الضرر او على مستوى الخدمات وحتى على المستوى السياسي.

ما لم تركز عليه الوفاق هي حالة التوافقات التي حصلت بين الكتلة المعارضة وكتل الموالاة والتي وان كانت ليست بالمستوى المطموح له الا انها ايضا ً لم تكن متوقعة خصوصا ً على مستوى ملفات مثل أملاك الدولة أو الفساد الأخلاقي والخمور وغيرها من الملفات الخدمية.

وجود حالة من التعقل والرغبة في التوحد أقلها في الملفات الخدمية هي حسنة تحسب لكتل الموالاة والمعارضة اللائي وان كانت تعصف بعلاقاتهن تشنجات كبيرة الا ان المساحة القليلة من النقاشات والتوافقات في الحد الأدنى مكسب حققته المشاركة دون سواها.

فان كانت المشاركة لم تحقق شيء فانها تكفي ان حققت حالة النقاش المستمر واللقاء الدائم بين قوى المعارضة وقوى الموالاة والتي سيكون لها الاثر البالغ في ترطيب الأجواء السياسية وتدليل الصعوبات من اجل بدأ عملية حوار حقيقية في يوم من الأيام.

ولو لم يكن من المشاركة الا هذا النقاش واللقاء لكفى بها ان تكون خيارنا القادم، فليس من العقل ان نعيش حالة صراع مع تيارات أخرى شريكة في الوطن لها جمهورها، وليس اي جمهور انما هو مكون رئيسي من مكونات الشعب البحريني.

لذا ليس عبثا ً ان تخلق السلطة حالة من التنافر والانشقاق بين شارعي المعارضة والموالاة وليس عبثا ً ان تفصل المناطق المحسوبة على الموالاة عن المناطق المحسوبة على المعارضة في توزيعها للدوائر الانتخابية وكذلك ليس عبثا ً أن تمنع ندوة للتجنيس كانت جمعية "وعد" ستقيمها في المحرق، فهي تضرها حالة القرب بين الجمهورين. 

وللقضاء على سياسة "فرق تسد" التي تتبعها الحكومة ولتكرار موقف "ارض الحد" الذي ساهم في تثبيتها النائب الوفاقي عبدالجليل خليل، فان المشاركة هي خيارنا الأصلح حتى يثبت العكس.

ليست هناك تعليقات: