الأحد، ١٦ مارس ٢٠٠٨

كرباباد حين تكون مفرخة الرواديد الحسينية (1)

بقلم : علي يحيى
ربما البعض يتسائل .. من هو الرادود ؟ كيف لي ان اصبح رادودا ً ؟ و هل هناك صفات خاصة بالرادود؟ و ماذا لو اصبحت رادودا ً حسينيا ً هل أكون مميزا ً ؟ مامستوى الرواديد الحسينيين في كرباباد ؟ لماذا لا تتصدر هذه القرية القرى البحرينية من ناحية الرواديد الحسينية ؟ كلها اسئلة و ربما هناك الكثير منها يطرحها الجمهور الكربابادي المحب لهذا الفن الراقي ... الذي يستهوي الملايين من محبي أبي عبد الله الحسين (ع) .. سوف اجيب عنها في سلسلة مقالات على مدى اتساع هذا الموضوع و لا ننسى بان بنقاشاتكم و ردودكم سوف يخصب الأفكار المطروحة في مقالاتي هذه .

من هو الرادود الحسيني؟

كلمة رادود يقال بانها تعني كثرة الترديد أما الحسيني فهي نسبة للإمام الحسين (ع) و قد خص هذا اللقب بالمنشدين الذين يأخذون على عاتقهم القاء قصائد الرثاء و الحماس في مواكب العزاء الحسيني و رغم ان الرادود لم يعد يقتصر على مصاب أبي عبد الله الحسين (ع) فقد اصبحت مواكب العزاء تخرج في جميع مناسبات الحزن التي تصاب بها الأمة الا ان هذا اللقب قد انتشر أكثر لما يمثله الإمام الحسين (ع) و مصيبته من أثر بالغ في نفوس الأمة و ربما لأنه الأصل في خروج المواكب الحسينية و مع ذلك فإنني أعتقد بان لقب منشد هو اللقب الأنسب لأنه لم يعد الرادود الحسيني مقتصرا ً على مواكب العزاء بل أصبح يتعداها الى المواليد و فرق الانشاد و الإصدارات المختلفة التي تعالج الكثير من القضاية التي لا تنصب في القضية الحسينية لهذا سوف استخدم في مقالي هنا كلمة المنشد .

إذا ً ما صفات المنشد ؟

ربما صفات المنشد كثيرا ً ما يركز عليها المجتمع خصوصا ً في كرباباد و انا هنا حقا ً أشيد بهذه المراقبة المجتمعية على المنشد فهو يمثل علم من أعلام المجتمع كثيرا ً ما يتخذه البعض قدوة لهم خصوصا ً صغار السن فهو يأثر فيهم بشكل مباشر أحيانا ً و بشكل غير مباشر أحيانا ً أخرى و لهذا سوف نركز على صفاته .

أولا ً :الالتزام الخلقي و الديني.

يمثل الموكب الحسيني و غيره من الأساليب الحديثة التي دخلت في هذا المجال ( الإصدارات و الفيديو كليب و المواليد ) منبرا ً من منابر الاسلام و من منابر أهل البيت (ع) لهذا يحمل المنشد على عاتقه مسؤولية كبيرة لا بد أن يحرزها بالتزامه الديني و الخلقي و حين نتكلم عن الالتزام لا نتكلم عن انه لا بد ان يكون معصوما ً عن الخطأ فهذا من المحال تحقيقه حتى عند علماء الدين .. و لكن لا بد أن يكون صاحب هذا المنبر ملتزما ً و محاولا ً أكثر و أكثر الإلتزام بنهج أهل البيت (ع) لأن كما أسلفنا الرادود الحسيني (ع) يمثل قدوة للناس و أيضا ً هو صاحب رسالة لا بد ان يوصل هذه الرسالة بصدق و أمانه .

ثانيا ً : صاحب صدر رحب .

العمل في المجال التطوعي يحتاج دائما ً الى صدر ٍ رحب و امكانية كبيرة على تقبل انتقادات الناس و ملاحظاتهم و لأن المنشد متطوع لخدمة الناس فهو فنان يقدم رسالته لهم و يهمه دائما ً أن تصل هذه الرسالة لأكبر عدد ممكن منهم لهذا عليه أن يقدم ما يرضي الله ثم يرضيهم و لإرضائهم لا بد ان نستمع لملاحظاتهم و انتقاداتهم مع ملاحظة بأنه يوجد في المجتمع شخصيات تنتقد بطريقة غير صحيحة تأدي للهدم لا للبناء فعلينا هنا ان نتقبلهم و ان استطعنا ان نعمل تحويل انتقاداتهم الهدامة هذه الى بنائه سوف يكون الأمر جيد جدا ً .

ثالثا ً : متحملا ً للمسؤولية.

المنبر الحسيني مسؤولية كبيرة فمن خلاله يوجه المنشد الناس و يرشدهم و هنا يتقاطع بنسبة معينة المنشد مع الخطيب حيث ان كلاهم يوجه الناس و يحثهم لكن الفرق بينهما هو في الاسلوب ، طبعا ً فمسؤولية المنشد هي في المحافظة على هذا المنبر و أن يعطيه كل ما يستطيع من جهد من أجل الرقي بالمجتمع و الرقي بهذا المنبر.

رابعا ً : ذو مقدرة صوتية.

لكي أكون منشدا ً لابد أن أكون ذو مقدرة صوتيه أستطيع من خلالها تأدية الألحان تأدية صحيحة و لا يمكن ان يتصور البعض انه ينشد في الموكب أو غيره من أجل ( تمشية العزاء ) فأنا أعتقد ان نكتفي بقرائة خطيب أفضل من أن يكون قائد الموكب ضعيف في هذا الشأن لأنه يسيء للموكب و يسيء للمنشدين و الجمهور المتابع بل ويتعداها انه يسيء للمذهب و الدين الحنيف.

خامسا ً : ذو ثقافة عالية.

وصلنا القرن الواحد و العشرون و لم يعد هناك مجال لكي يتأخر المنشد عن ركب الثقافة و العلم لأنه و بكل تأكيد المنشد يعد قائد من قواد المجتمع فلهذا ليس من اللائق ان يقود المجتمع احد المتأخرين عن ركب الثقافة و العلم بالاضافة الى ان المنشد يوصل للمجتمع رسالة بسلوكه و قوله و لا ننسى بان الموكب العزائي و القصيدة الحسينية قد دخلها الكثير من التطوير فلم تعد تقتصر على الجانب الرثائي.

هذه بعض الصفات الرئيسية التي من الواجب توافرها لدى المنشد فحريا ً بالمنشدين أن يروا اذا كانت هذه الصفات موجودة لديهم أو لا و العمل على اتمامها و كذلك الذين يحبون الانضمام الى قافلة المنشدين عليهم رؤية تلك الصفات و التمعن بها و محاولة استتمامها.

ليست هناك تعليقات: