الأربعاء، ١٢ مارس ٢٠٠٨

معارضة من أجل المعارضة

بقلم علي يحيى
يتميز الشارع الشيعي البحراني بعدم خضوعه للظلم و مطالبته الدائمة بحقوقه و حقوق الشعب بكل طوائفه فهو وقود الانتفاضة التسعينية و هو قبل ذلك الشارع الذي لم يهدأ في الثمانينات بل و على مستوى جميع الحقب التي مرت بالبحرين هو هو هذا الشارع اتسم بالمعارضة الشديدة للظلم سواء اصطبغ هذا الشارع بالصبغة اليسارية كما كان سابقا ً أو بالصبغة الاسلامية كما هو حاليا ً

يرجع هذا الأمر الى التربية التي تربى عليها هذا الشعب فهو خريج مدرسة عاشوراء الفداء فلم يكد يخرج من بطن أمه الا وقد اخترنا له اسما ً من أسماء البطولة و الشجاعة في حين يخرج من الحياة ليتربى في أحضان المأتم تلك المؤسسة التي تعتبر ركن أساسي من أركان المجتمع البحراني كذلك فإن تاريخ أهل البيت (ع) و شيعتهم عبر العصور لم يخلوا من اطهاد و ظلم السلطات و الحكومات لهم عبر كل الأزمنة و التاريخ لهذا فقد نشأت نزعة المعارضة لكل خطأ و ظلم

معارضة الظلم رغم انها صفة جيدة و هي مقياس وعي لدى هذا الشعب البحراني الأبي بحقوقه و واجباته الا انها بعض الأحيان تصبح هدفا ً لا وسيلة فالمعارضة حين تصبح هدفا ً فإنها تهدم لا تبني و حين تصبح هدفا ً فهي تخرب كل شيء حتى الايجابيات فترى المعارض ينتقد كل شيء لا لشيء سوى انه ينظر للأشياء بسلبية

يرى البعض الجانب السلبي للبرلمان في حين يتناسى كل ايجابياته التي من الممكن ان تستغلها المعارضة لا لشيء سوى لانه يعيش هاجس المعارضة من أجل المعارضة و يرى ان الوفاق لم تعمل شيء في البرلمان لا لشيء سوى انه يحب المعارضة من أجل المعارضة و يرى ان المجلس العلمائي غير صالح لقيادة الشارع لا لشيء سوى انه يعشق المعارضة من أجل المعارضة لا ما اجل التقويم

هذه نظرة جدا ً سلبية و أحيانا ً كثيرة تتجه بنا نحو التسقيط ، لننظر الى الأمور بإيجابية ، حين تخطئ الوفاق نقول أخطئت و حين تصيب الحكومة نقول أصابت فهذا أدعى لسير الحياة و البلاد بشكل أصح و هذا أيضا ً دليل على وعي المعارضة و قوتها

ليست هناك تعليقات: