بقلم : علي يحيى
تكلمنا في مقالنا السابق عن تعريف بالرادود و صفاته و استخدمنا كلمة المنشد بدل من الرادود لاعتقدانا انها الاصح و استكمالا ً لسلسلة مقالاتنا نطرح في هذا المقال سؤالا ً سيكون محور حديثنا ً و هو " كيف أكون منشدا ً متميزاً ؟" و نضع خطين تحت كلمة متميز ، لأن المنشد غير المتميز بكل بساطة لن يستطيع ان يجذب أحدا ً للاستماع اليه و بالتالي سيساهم في اضعاف المنبر الذي يرتقيه بدل أن يساهم في تطويره خصوصا ً أن المستمع في الوقت الحاضر لم يعد يقبل بكل شيء فهو ينشد التطوير دائما ً و كما قلت في مقالي السابق أنه - المنشد السيء - يسيء للدين و المذهب من حيث لا يعلم فوسائل الإعلام أصبحت منتشرة على مستوى كبير و المستمع و المشاهد لم يعد محصورا ً في المذهب الشيعي بل أصبح أعداء المذهب يترصدون بنا الطرق كي يهزؤوا بمذهبنا و ديننا.
كيف أكون منشدا ًمميزا ً؟
قبل كل شيء نحب أن نقول بأن الانشاد موهبة أعتقد انا انها مهداة من الله لنا حالها حال المواهب الأخرى و لتطويرها و تمييزها لابد من ان نبذل جهدا ً جبارا ً في سبيل ذلك فرغم ان الموهبة مهداة من الله الا ان تطويرها و العمل بها علم مكتسب كل ما استمريت في العمل به كلما اكتسبت مهارات أكثر لتطويرها و لهذا سوف أتناول هنا بعض الأساليب التي تساعد على تطوير هذه الموهبة و تمييزها.
كلما أعطيت تعطى.
الانشاد مهارة كلما اعطيتها من الوقت و الجهد كلما اعطتك تميز و تطور طبعا ً مع مراعاة أن الانشاد ليس كل شيء في الحياة و يجب ان توازن في عطائك لها مقابل عطائك للأمور الأخرى المهمة.
التدريب المستمر.
حين يقف أحد لاعبي كرة القدم عن ممارسة اللعبة فإن لياقته تقل و مهاراته تضعف و الانشاد شأنه شأن الرياضة كلما أفردت الوقت لتدريب الحنجرة على اخراج الألحان و النغمات و تدريب الرئة لأخذ النفس كلما ثبت على مستواك بل كلما تطورت أكثر و أكثر.
اختيار الألحان الجيدة و المناسبة.
يقال بان اغلب الجمهور الآن يستمع الى اللحن و لا يهتم للكلمة التي تخرج من المنشد لهذا فعلينا ان نحاسب لجودة اللحن مع مراعات أن يكون مناسب للمناسبة التي سيلقى فيها و الأهم هو مراعاة الحكم الشرعي ، فاللحن هو أحد أهم أركان النشيدة بالاضافة الى الأداء و الكلمة فبدون هذه الأركان الثلاثة لن نكون مميزين.
اختيار الكلمات الجيدة.
يخرج على الساحة الآن الكثير من الشعراء و لكن ليس كل هؤلاء الشعراء صالحون للتعامل معهم لأن التعامل مع الشاعر المتميز يعطيك دفعة لأن تكون متميزا ً .
المشاركة المستمرة .
من الأمر المهم ان تعرض موهبتك على الناس و تشارك من خلال المنبر المفضل لديك فكلما شاركت في تلك المحافل كلما ساهمت في معرفة أخطائك من خلال النقد الموجه من الناس ناهيك ان الظهور أمام الجمهور له أجواء تختلف عن الدندنة دخل حجرتك أو لصديقك.
من الأمر المهم ان تعرض موهبتك على الناس و تشارك من خلال المنبر المفضل لديك فكلما شاركت في تلك المحافل كلما ساهمت في معرفة أخطائك من خلال النقد الموجه من الناس ناهيك ان الظهور أمام الجمهور له أجواء تختلف عن الدندنة دخل حجرتك أو لصديقك.
الإعداد المسبق.
تنتشر ظاهرة مزعجة عند بعض المنشدين و هي الاعداد المتأخر للمشاركة مما يجعل المشاركة ضعيفة في كثير من الأحبان و بالتالي يساهم في ضعف المنبر و تنفير الجمهور منه لهذا لا بد أن أجهز نفسي من الناحية الفنية و النفسية للمشاركة قبل أقلها أسبوعين ليستمر بعدها التدريب لحين مجيء وقت المشاركة على الألحان و الكلمات و كيفية إخراج النغمات بشكل صح.
التعاون مع المنشدين.
أحد أسباب هبوط مستوى بعض المنشدين هو التفرد في اختيار الالحان و الكلمات و التكبر على المنشدين الآخرين و هذا من أكثر الأخطاء خطورة على المنشد لانه مهما وصلت من قوة في الأداء و الألحان و الكلمات فانت لم تصل الى القمة و لن تصل لها أبدا ً فبطبيعة الحال كلما اتى جيل من المنشدين تطور الإنشاد و تطورت أساليبه فلا تتكبر على المنشدين الآخرين و حاول أن تبني أكبر شبكة علاقات مع المنشدين الآخرين.
الارتباط بالله و أهل البيت (ع).
ما يميز موهبة الإنشاد عن بعض المواهب الأخرى هو ارتباطها بالله سبحانه و أهل البيت (ع) فانت تسعى دائما ً لرضاهم و من يسعى لرضا الله دائما ً يكون معه و من يسعى لرضى أهل البيت (ع) دائما ً يكونوا معه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق