الخميس، ١ مايو ٢٠٠٨

كرباباد حين تكون مفرخة الرواديد الحسينية (3)

بقلم علي يحيى
تناولنا في المقالين السابقين بشكل ٍ عام مفهوم الرادود الحسيني و الذي فضلنا ان نطلق عليه اسم" منشد " و كذلك بينا صفاته و عوامل تميزه في هذا المجال و سنتكلم هذا اليوم في مقالنا الأخير من سلسلة مقالات ( كرباباد حين تكون مفرخة الرواديد الحسينية ) بشكل خاص عن واقع المنشدين في قرية كرباباد و مستوى أدائهم و السلبيات التي تشوب هذا المجال المهم في واقعنا الحالي حيث أضحى الرادود الحسيني ( المنشد ) يحتل مرتبة كبيرة لدى الناس أكثر من ما كان بحتلها سابقا ً خصوصا ً لدى شريحة الشباب.

كرباباد تلك القرية المشهورة بموكبها المنظم مازالت تحوي منشدين مميزين اهتموا بهذا المجال فاستطاعوا ان يطوروا من أنفسهم و لا اريد ان أخوض في ذكرالأسماء حتى لا اذكر أحدهم و أنسى آخر لأن هناك اسماء حقا ً أثبتت نفسها في كلا الموكبين ( الزنجيل و اللطم ) و ما يؤكد كلامي هذا هو مشاركة البعض منهم في مواكب قرى أخرى بل هناك من يشارك في مواكب العاصمة المنامة و التي يعد الوصول لها أصعب من المشاركة في مواكب القرى

و رغم هذا التميز عند البعض من المنشدين الا ان هذا المجال في قريتي الحبيبة كرباباد يشوبه بعض النواقص حريا ً ان نتوقف عندها كي نعالجها

في اعتقادي ان اهم ما يفتقده المنشدين في القرية هو التواصل مع بعضهم البعض بالصورة الفاعلة ، يوجد تواصل و انا لا انكره الا ان التواصل يبقى ضعيف مقتصر عند مثلا ً الأخوة في موكب اللطم على الجلوس قبل خروج الموكب أو الجلوس لتوزيع الليالي على المنشدين و حتى لا يقال انني انتقد مكوب اللطم فقط أيضا ً أقول موكب الزنجيل يحتاج الى تطوير التواصل مع منشديه و ذلك بأن لا يقتصر ذلك في قرب موسم عاشوراء لأن موكب الزنجيل للقرية في السنوات الأخيرة أصبح ينظر اليه نظرة متميزة عن باقي المواكب في القرى لما وصل اليه من تطور

إذا ً فإن تفعيل جلسات التواصل بين فترة و أخرى طوال العام سيعزز لاشك من تميز المنشدين ما سينعكس على الموكبين ( الزنجيل و اللطم ) لهذا أتمنى فعلا ً أن يكون هناك جلسات مستمرة للنقاش و التدريب و التواصل بين المنشدين و المهتمين من الشعراء و الجمهور

أيضا ً فإن إفراد جانب من اهتمامات إدارات المنشدين للبحث عن منشدين جدد و تدريبهم و بنائهم لا شك أنه سيثري الساحة الإنشادية و يطورها الى جانب أن شعلة اهل البيت (ع) لابد أن نجد من يحملها بكفائة عالية خصوصا ً و أن مواكبنا يشكل المنشدين الركن الأساسي لها و بالتالي لابد من وجود أجيال أخرى تتبع الأجيال الحالية تحمل هذه الشعلة و لكن للأسف هناك قصور لدى جانب موكب اللطم في هذا المجال نتمنى أن يلتفتوا له و اذا كان اداريي المنشدين في هذا الموكب لا يتمكنون من العمل عليه لكثرة انشغالاتهم أقترح عليهم تكليف أحد الشباب الصاعد من منشديهم لتولي هذه المسؤولية المهمة فأقلها يجب أن يخرج كل سنتين منشد جديد على الساحة الانشادية في هذا الموكب

بجانب تلك النقطتين التي تعدان أهم نقطتين ستساهم في تطوير مواكبنا و منشدينا أيضا ً نحن نعول على وعي أفراد المجتمع لأهمية هذه المسؤولية فعلى من يرى في نفسه المقدرة على تحملها أن يقدم نفسه للإداريين لأنها حقا ً مسؤولية مهمة يجب أن نعيها و نعمل على حفظها بالإضافة الى ذلك يجب أن نقدم النصح و الرشد و المساندة للمنشدين لتطوير أنفسهم و أقول بأن قلبي مفتوح للأخوة الذي يحبون ايصال أي نقد بناء أو اقتراح و كل من يحب أن ينضم للموكب سواء الزنجيل أو اللطم و يرى في نفسه أن حقا ً يتمتع بالصفات التي تأهله للإنشاد في الموكب بإمكانه محادثتي و انا بدوري لن أتوانا عن ضمه في موكب الزنجيل أو تكليم المسؤولين في موكب اللطم لضمه معهم

أخيرا ً أقول ان موكبنا أمانه في أعناقنا ورثنا مسؤولية حفظه و تطويره من أجدادنا الذين سبقونا لهذا لابد أن نحفظ تلك الأمانة .. سواء كنت منشدا ً أو اداريا ً أو معزيا ً ..

ليست هناك تعليقات: