الجمعة، ٧ مارس ٢٠٠٨

مدرسة عاشوراء أين مدارسنا منها ؟

بقلم : علي يحيى

أولا ً نقدم خالص العزاء لقرائنا الكرام بمناسبة ذكرى عاشوراء الحسين (ع) هذه الذكرى التي لا يجب أن تمر دون أن نتزود منها و من عطائاتها الفكرية و الروحية ، ذكرى الحسين (ع) تحوي ما تحوي من قضايا استطاع الخطباء و المفكرين و العلماء أن يدخلوا لها من كل الزوايا الفكرية ، منذ قديم الزمان ، فالمتتبع لخطباء المنبر الحسيني يرى بأن كل عام من الأعوام تطرح مواضيع لا تعد و لا تحصى لو جمعناها في موسوعات لما كفت

إذا ً السؤال الذي نطرحه ، أين مدارسنا من مدرسة عاشوراء ؟ هذه المدرسة التي تحوي ما تحوي من منابع فكرية و روحية ، تعد كنز من كنوز الأمة ، التي لم يستطع الصليبيين سرقته مع الكتب و الحضارة العربية الاسلامية التي سرقوها ، فكربلاء نبع يتجدد في كل عام بأفكاره

مقرراتنا للأسف تحوي شخصيات جدلية بين المسلمين ، أمثال ابن تيمية و معاوية بن أبي سفيان ، و غيرها شخصيات لا ندري ماذا قدمت للإسلام ؟! و لكن حين تأتي لتتصفحها – أي مقراراتنا – لا تجد موضوع عن الحسين (ع) ، و هو الذي استطاع ان يحيي الإسلام بعد أن كاد أن يموت ، على أيدي الدولة الأموية و يزيد بن معاوية ( لعنه الله )

كذلك نحن ندرس المدرسة البنائية و مدرسة الجشطلت و لكن مدرسة عاشوراء لا ندرسها ، رغم أن تلك المدارسة مدارس اخترعها الغربيين الذين ليس لهم ارتباط بالإسلام ، بينما مدرسة عاشوراء مدرسة اخترعها عربي مسلم ، بل هو أفضل المسلمين بنسبه لرسول الله (ص) فأين القومية ؟ و أين انتمائنا للإسلام ؟ فنحن نفضل مدارس الغرب على مدارسنا .

ربما نعذر الطلاب الذين يتغيبون عن الدراسة في أيام عاشوراء الحسين (ع) فهم لا يشعرون بأن مدرستهم تعكس ثقافة مجتمعهم ، فما الضير أن يكون هناك وقت مثلا ً في الطابور أو غيره لإحياء ذكرى عاشوراء ؟! فهذه الذكرى قدمت ما شاء الله للأمة من فكر و تربية و ثقافة و هي ليست محصورة لمهب دون غيره فالحسين حين خرج لم يخرج الا للإصلاح في أمة جده بكل ما تحويه من مذاهب و تيارات فكرية

إذا ً هل وزارة التربية و التعليم تضع الحلول الواقعية لاحتواء مشكلة تغيب الطلاب في ذكرى عاشوراء الحسين (ع) و بقية ذكريات أهل البيت (ع) ؟! – رغم مطالبتنا بتخصيص فترة أطول من يومين للتعطل في هذه الذكرى الأليمة فالتغيب لا يعد خسارة في حين يذهب الطالب للإستقاء من علوم و فكر مدرسة عاشوراء – و هل تستفيد مدارسنا من مدرسة عاشوراء؟

ليست هناك تعليقات: