الخميس، ٣ مارس ٢٠١١

لتسمحوا لي سأتحدث بطائفية

سأخالف كل التوجهات هذه الأيام الداعية للوحدة وسأتحدث عن طائفتي الطائفة الشيعية وان حب البعض ان يطلق عليه خطاب تقسيمي يستعير لغة "هم ونحن"، "الشيعة والسنة" فله ذلك لانه كما يبدوا فالاعلام الحكومي لا يفقه الا هذه اللغة.

بكل تأكيد لا نقولها - نحن الشيعة - تقية فمن يواجه رصاص الجيش ودباباته بصدور عارية لا يتصور ان ينطق بـ"إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما انبيعة" خوفاً من احد الا الله وحباً في دين ووطن يجمع السني والشيعي.

رجاحة عقل ووعي المعتصمين الشيعة في الدوار فاقت توقعات عقول الطائفيين فهم رغم التحشيد والتجييش للنبرات الطائفية ما زالوا ينادون بشعارهم الدائم "إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما انبيعة" بل ان بعض الثوار الشيعة حركهم خطاب الشيخ عبدالطيف ال محمود التحريضي ففتحوا صفحات في الفيس بوك يعلنون فيها انهم سيقفون حتى الموت ليدافعوا عن حق السنة في ان يعبروا عن رأيهم بكل حرية.

هذه ليست غريبة على مدرسة أهل البيت (ع) التي قال روادها الكثير الكثير في حفظ وحدة المسلمين وأفتى كبار مراجعها بفتاوى تحفظ دماء المخالفين ففتنة تفجير مرقدي العسكريين ليست ببعيدة وفتوى آية الله السيستاني بحرمة دم الأخوان السنة التي خلص من خلالها العراق من إعصار طائفي لا يعرف نتائجه كيف ستكون.

خطابات أخرى لقيادات هذا المذهب كانوا يلقونها في العديد من المناسبات، منها على سبيل المثال خطاب الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله حين قال كلمته المشهورة "سنحتضن السنة في قلوبنا" بل ذهب المرجع الأعلى السيد السيستاني لأبعد من ذلك حين قال "لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا أنفسنا".
 
ويقول آية الله الشيخ عيسى قاسم القائد الأبرز للشيعة في البحرين "شيعيتي لا تتقدم على سنيتي في رعاية مصالح المسلمين , وأقسم بالله عز وجل صادقاً ان شاء الله أن لو كان بيدي شيء ما أجزت لنفسي أن أظلم أخاً سنياً ما استطعت لو بمقدار ذرة".

إذاً هذه هي العقلية الشيعية التي إختبرتها كل قوى الظلام بمختلف الأساليب، بالقتل، بالسب، وبالقذف، إلا انها ظلت ثابته على مبدئها في الحفاظ على اللحمة الوطنية والأخوة الإسلامية بين السنة والشيعة. 

أخيراً أنا لا أظن أن أحد يستطيع ان يجير الشارع السني الحقيقي الى معركة طائفية، الا ان سكوت هذا الشارع في أغلبه وابعاد نفسه عن المعركة السياسية يجعل ذوي النفس الطائفي متسلطين عليه يتحدثون باسمه مما ينجح السلطة وأبواقها في تحقيق مآربها في سلب مقدرات الأمة.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لربما السنة الأن هم الأكثرية الصامته
ومن يتحدث بنبرات الطائفية هم اقلية منهم محسوبين على الحكومة او من المتطرفين ولكن الشارع السني أكثره مع الحكومة او بمعنى اصح مع مصالحه و هو على جاهزية ان تجرفه هذه الاصوات القليلة لمعترك الطائفية
فلو ان شيعيا واحد قتل سنيا واحد من دون قصد حتى لفاتحت منهم الطائفية و الهلع و الخوف من هؤلاء الروافض الايرانيين الذين همهم الوحيد في الحياة ان ينظموا لايران !!!!
فأسمح لي ان اتحدث بطائفية أيضا
وعي الأكثرية الشيعية في البحرين هو ما يحفظ وحدتنا مع اخواننا السنة تحضحياتنا من اجلهم و الحرص على انصافهم هو ما يحفظ هذه الوحدة وليست الأكثرية السنية الصامته مع الإحترام