الجمعة، ٨ يونيو ٢٠١٢

حقارة جلاد البحرين

ينحدر الإنسان إلى حقارة الحشرات أو أحقر حين يهوي في هاوية معصية الله، وليس هناك أكثر حقارة من جلاد امتهن تحقير البشر وإهانتهم يسوم ضحاياه كل أنواع التعذيب لينحدر في حاوية وهاوية معصية الله، فليس هناك على وجه الأرض من يعذب ويهين في سبيل الله إلا اذا كان هذا المعذب يعبد كائناً حقيراً بمثل حقارة ما يقوم به من أفعال.

هذا ما يتناقل إلى حد التواتر من أغلب البحرينيين المطالبين بالديمقراطية والعدالة الذين دخلوا سجون النظام الخليفي، إذ وصلت حقارة المعذبين في هذه السجون إلى ما دون الحشرات، اعتداءات جنسية، هتك أعراض، قذف، اهانات، ضرب، وقتل.

آخر تلك الحقارات ما نقله الرموز المعتقلون في قضية ما يعرف بـ (الرموز الـ 21) حين تحدث عالمي الدين المقدادين، الدكتور عبد الجليل السنكيس، الأستاذين عبد الوهاب حسين وحسن مشيمع، شريف، برويز والخواجة وبقية الرموز العظماء المضحين.

نعوذ بالله من أن ننحط إلى هذه القذارات، ونسأله تعالى أن يرفعنا إلى درجات الشهداء والمضحين، وأن يحمينا ويحمي جميع المسملين من أن يقعوا في أيدي حقراء البشر، وأن يهدي كل من في طريقه الى عفن الجلادين.

الخميس، ٢٦ أبريل ٢٠١٢

ثورة البحرين في خارطة العالم

ليس خافياً على أحد غياب الجدية عند المتحكمين في الحراك الدولي في إيجاد حل مرضي في القضية البحرينية، وكل هذا الصد الدولي نابع من مصالح دونية لقوى الإستكبار العالمي ومحاولتهم الإبقاء قدر الإمكان على السلطة الحالية التي قدمت وما زالت فرائض الطاعة والعبودية لهذه القوى المتحكمة في العالم

وذلك ليس بمستغرب إذا نظرنا الى البحرين من خلال موقعها الجيوسياسي القريب من ايران محور التمرد والعصيان للمستكبرين وكذلك العراق الذي يخط طريقه ويستعيد عافيته ليشكل تحالف قوي مع ايران

هذا من جهة ومن جهة اخرى موقع البحرين الملاصق للمنطقة الشرقية في السعودية التي تشهد حراك شبابي مطلبي هذه الأيام ضد النظام السعودي والذي في حال نجاح الثورة البحرينية سيحفز هذه المنطقة على اشعال حراكها بأشد مما عليه الأن

وهذه العوامل هي ما تخشاهم قوى الإستكبار لما يشكل ذلك من زيادة رقعة المناطق المؤيدة للتمرد الإيراني او أقلها المعارضة لتوجهات ضرب ايران سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وبالتالي يعقد من اي خطوة مستقبلية لإخضاع إيران أكثر من ما هو عليه الآن

أيضاً يدخل في حسابات القوى المستكبرة موقع البحرين الإقتصادي كمنطقة غنية بالنفط (المصدر الأول لاقتصاديات الدول) وخوف هذه الدول من فقدان السيطرة على هذه المنابع الوافرة والتي تسيطر عليها الآن من خلال سيطرتها على الأنظمة الخانعة والتواجد العسكري في المنطقة

على أي حال..فإن الشعب البحريني ابدا ثبات اسطوري في الإبقاء على شعلة الثورة وابدت قواه السياسية صمود عظيم أمام هذا التحدي غير السهل وهو ما أحرج هذه القوى وفرض عليها الحديث بين فترة وأخرى عن البحرين وحثها النظام على الحوار الجاد مع المعارضين

ومن هنا انا ادعوا شعب البحرين وقواه السياسية والحقوقية والمجتمعية لان يواصلوا المسير والعمل فانتم قادرين على تغيير مسار الحراك الدولي لان "كثر الدق يفك للحام"

الجمعة، ٢٣ مارس ٢٠١٢

الحوار كوسيلة لنقل السلطة


تتباين القناعات بين قوى المعارضة بين ملكية دستورية وجمهورية ديمقراطية، وهو حق لكلا الفريقين لا غبار عليه، طالما سلكوا طريق السلمية لتحقيق رؤاهم، وضع خطاً تحت طريق السلمية، فطريق السلمية ذاك له تفاصيل، ومن أهم التفاصيل برنامج كلا الفريقين في معالجة الحد الفاصل بين زمن السلطة الحالية وزمن السلطة القادمة.

قوى الملكية الدستورية حددت مسارها من خلال حوار جاد ذي مغزى، مباشر مع السلطة أو عن طريق جمعية تأسيسية ينتخبها الشعب لتضع دستور جديد للبلاد، وهو ما أكدته في مؤتمرها الصحفي الأخير يوم الإثنين بتاريخ 19 مارس 2012م الذي رسم بشكل واضح خارطة طريق الحوار، وكذلك تصريح أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان لقناة فرانس24 بقوله"طريق الحوار هو طريق العقل وطريق التوافقات ومن الممكن أن يتحقق في البحرين، ولا نريد أن ترتهن البحرين في إيقاع المواجهة بين المجتمع وبين الدولة إلى ما (لا) نهاية له".

إلا أن قوى الملكية الدستورية أمام عدة تحديات تختبر قدراتها على المضي في هذا الخيار والنجاح فيه:

التحدي الأول هو مدى قدرتها على إقناع الناس بقبول الحوار ودعمها له بعد سيل الدماء وإيغال السلطة في الإنتهاكات والجرائم، فالناس وإن كانوا يثقون في قوى المعارضة كطرف من أطراف الحوار إلا أنهم لا يثقون في السلطة الحالية كطرف ثاني فيه، وذلك بعد تجارب نكث العهود منذ 2002م، وبالتأكيد فانه لا حوار ناجح دون ثقة بين وفي المتحاورين، خصوصاً وأن نتائج هذا الحوار المعني الأول فيها هو الشعب.

أما التحدي الثاني فهو مقدرة قوى الملكية الدستورية على كسر حالة الشعور بالقوة لدى السلطة والذي تجعلها إلى الآن تماطل في الجلوس على مائدة حوار جدي يخرج البلد إلى بر الأمان وينقل السلطة إلى الشعب، وهو ما يحتاج من المعارضة جهد أكبر على مستوى الحراك الشعبي والإعلامي والسياسي المحلي والإقليمي والدولي.

هناك أيضاً تحدي ثالث يدخل في ترتيب بيت المعارضة الداخلي، وهو مدى قدرة أنصار الملكية الدستورية في إقناع أنصار الجمهورية الديمقراطية بصوابية الحوار كخطوة لنقل البلد من الحالة الدكتاتورية إلى الحالة الديمقراطية.

أخيراً.. يبدوا بأن الحوار الجاد ذو المغزى لحد الآن هو أكثر خيار مطروح توصلت له عقول السياسيين في المعارضة، ولم نسمع إلى الآن عن خيار آخر بديل يحل محله، وعلى من يرفض هذا الخيار أن يوجد البديل القادر على ملئ الفراغ وتجنب حالة الفوضى التي سيصل لها البلد في حال ترك قادة النظام الحالي السلطة.

الأربعاء، ٩ مارس ٢٠١١

ملكية أو جمهورية .. الشعب يريد إسقاط النظام

يعتقد البعض ان هناك خلاف حول الشعار المرفوع في ثورة اللؤلؤ "الشعب يريد إسقاط النظام" على خلفية ان المعارضة تختلف في تصوراتها للحكم بعد نجاح الثورة بين الملكية الدستورية والجمهورية الديمقراطية وهذا الاعتقاد يبطل الشعار حين رفع في الثورة المصرية لأن مصر بعد الثورة لم تنتقل من جمهورية إلى شكل آخر من أشكال الحكومات بل بقت جمهورية تحتفظ بأغلب مميزات النظام السابق عدا السلبيات التي كان منبعها الحزب والرئيس الحاكمين.

إذاً فهناك اتفاق بين قوى المعارضة انهم يريدون إسقاط النظام الدكتاتوري في البحرين والاتيان بنظام ديمقراطي مدني يحكم الشعب فيه نفسه وذلك بناءً على المبدأ الدستوري "الشعب مصدر السلطات جميعها".

وأنا هنا لست في وارد الدفاع عن الملكية الدستورية الا ان هناك فهم خاطئ لدى شريحة من الشعب لهذا الشكل من أشكال الحكومات في انه تكريس للدكتاتورية الخليفية من جديد وهو ما يتنافى مع التجربة التي أتصور ان المعارضة المنادية بالملكية الدستورية تنظر لها كهدف ألا وهي التجربة البريطانية حيث العائلة المالكة هناك تملك ولا تحكم، وإن كنت أعذر هذه الشريحة بسبب المشاعر السلبية التي بنيت بين الشعب بأكمله وبين العائلة المالكة في البحرين خصوصاً بعد مجزرة الخميس. 


عموماً أنا لست خائفاً من اختلاف قوى المعارضة بين الملكية الدستورية أو جمهورية طالما انهم متوحدين ومتفقين في آلية حسم هذا الخلاف عن طريق مجلس تأسيسي ينتخبه الشعب يضع دستور جديد للبلاد يحسم من خلاله جدلية شكل النظام بعد نجاح الثورة إن شاء الله، وسأكون أكثر إطمئناناً حين تتم عملية التصديق على الدستور الجديد – بعد ان تضعه الجمعية التأسيسية – عن طريق الإستفتاء الشعبي.

الخميس، ٣ مارس ٢٠١١

لتسمحوا لي سأتحدث بطائفية

سأخالف كل التوجهات هذه الأيام الداعية للوحدة وسأتحدث عن طائفتي الطائفة الشيعية وان حب البعض ان يطلق عليه خطاب تقسيمي يستعير لغة "هم ونحن"، "الشيعة والسنة" فله ذلك لانه كما يبدوا فالاعلام الحكومي لا يفقه الا هذه اللغة.

بكل تأكيد لا نقولها - نحن الشيعة - تقية فمن يواجه رصاص الجيش ودباباته بصدور عارية لا يتصور ان ينطق بـ"إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما انبيعة" خوفاً من احد الا الله وحباً في دين ووطن يجمع السني والشيعي.

رجاحة عقل ووعي المعتصمين الشيعة في الدوار فاقت توقعات عقول الطائفيين فهم رغم التحشيد والتجييش للنبرات الطائفية ما زالوا ينادون بشعارهم الدائم "إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما انبيعة" بل ان بعض الثوار الشيعة حركهم خطاب الشيخ عبدالطيف ال محمود التحريضي ففتحوا صفحات في الفيس بوك يعلنون فيها انهم سيقفون حتى الموت ليدافعوا عن حق السنة في ان يعبروا عن رأيهم بكل حرية.

هذه ليست غريبة على مدرسة أهل البيت (ع) التي قال روادها الكثير الكثير في حفظ وحدة المسلمين وأفتى كبار مراجعها بفتاوى تحفظ دماء المخالفين ففتنة تفجير مرقدي العسكريين ليست ببعيدة وفتوى آية الله السيستاني بحرمة دم الأخوان السنة التي خلص من خلالها العراق من إعصار طائفي لا يعرف نتائجه كيف ستكون.

خطابات أخرى لقيادات هذا المذهب كانوا يلقونها في العديد من المناسبات، منها على سبيل المثال خطاب الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله حين قال كلمته المشهورة "سنحتضن السنة في قلوبنا" بل ذهب المرجع الأعلى السيد السيستاني لأبعد من ذلك حين قال "لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا أنفسنا".
 
ويقول آية الله الشيخ عيسى قاسم القائد الأبرز للشيعة في البحرين "شيعيتي لا تتقدم على سنيتي في رعاية مصالح المسلمين , وأقسم بالله عز وجل صادقاً ان شاء الله أن لو كان بيدي شيء ما أجزت لنفسي أن أظلم أخاً سنياً ما استطعت لو بمقدار ذرة".

إذاً هذه هي العقلية الشيعية التي إختبرتها كل قوى الظلام بمختلف الأساليب، بالقتل، بالسب، وبالقذف، إلا انها ظلت ثابته على مبدئها في الحفاظ على اللحمة الوطنية والأخوة الإسلامية بين السنة والشيعة. 

أخيراً أنا لا أظن أن أحد يستطيع ان يجير الشارع السني الحقيقي الى معركة طائفية، الا ان سكوت هذا الشارع في أغلبه وابعاد نفسه عن المعركة السياسية يجعل ذوي النفس الطائفي متسلطين عليه يتحدثون باسمه مما ينجح السلطة وأبواقها في تحقيق مآربها في سلب مقدرات الأمة.